إعداد د٠حسن صالح الرجا الغنانيم
الماسونية العالمية هي عبارة عن منظمات سرية سياسية ، تهدف إلى القضاء على الدين الإسلامي والأخلاق الفاضلة ، وإحلال القوانين الوضعية والنظم غير الدينية محلها ، وتسعى جهدها في إحداث انقلابات مستمرة ، وإحلال سلطة مكان أخرى بدعوة حرية الفكر والرأي والعقيدة٠
وتسعى الماسونية العالمية لإعلاء شأن اليهودية وأنصارها ، ولذلك فإن كثيرا من أعلام اليهود بالحقيقة هي أعلام في الماسونية ومنظماتها٠
لقد قام أعضاء كثيرون من علماء الأمة الإسلامية بدراسة وافية عن هذه المنظمات الخطيرة ، وتم مطالعة ما كتب عنها من قديم وجديد ، وما نشر من وثائقها وأهدافها من خلال ما كتبه ونشره بعض أعضاؤها ، وبعض أقطابها ، من مؤلفات ومن مقالات ، في المجلات التي تنطق باسمها٠
وقد تبين لعلماء المسلمين وعامة الأمة وبصورة لا تقبل الريب وذلك من خلال مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص ما يلي:–
٠١ إن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة ، وتعلنه تارة ، بحسب ظروف الزمان والمكان ، ولكن مبادئها الحقيقة التي تقوم عليها ، هي سرية في جميع الأحوال ، محجوب علمها حتى على أعضائها ، إلا خواص الخواص الذين يصلون بالتجارب العديدة إلى مراتب عليا فيها٠
٠٢ أنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض ، على أساس ظاهري فقط وذلك لفاية التمويه على الكثير من المغفلين ، وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والمذاهب٠
٠٣ أنها تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية ، على أساس أن كل أخ ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر في أي بقعة من بقاع الأرض ، يعينه في حاجاته ، وأهدافه ، ومشكلاته ، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي ، ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أياً كان ، على أساس معاونته في الحق والباطل ، ظالماً أو مظلوماً ، وإن كانت تستر ذلك ظاهرياً بأنها تعينه على الباطل ، وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية ، وتأخذ منهم اشتراكات مالية٠
٠٤ أن الدخول فيها يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم رمزية إرهابية لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها ، والأوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل في الرتبة ٠
٠٥أن الأعضاء المغفلين يتركون أحراراً في ممارسة عباداتهم الدينية ، وتستفيد من تكليفهم في الحدود التي يصلحون لها ويبقون في مراتب دنيا ، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم في ضوء التجارب والامتحانات المتكررة على حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة٠
٠٦ أنها ذات أهداف سياسية ، ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغيرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرةً أو خفيةً .
٠٧أنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ، ويهودية الإدارة العليا العالمية ، صهيونية النشاط والأفكار والأهداف٠
٠٨أنها في أهدافها الحقيقة السرية ضد الأديان السماوية الصحيحة جميعاً ، لتهديمها بصورة عامة ، وتهدم الإسلام في نفوس أبنائه بصورة خاصة٠
٠٩أنها تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية ، أو السياسية أو الاجتماعية ، أو العلمية ، أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم ، ولا يهما انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها ، ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الرؤساء والوزراء وكبار موظفي الدولة ونحوهم .
٠١٠أنها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار ، لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت مختلف الأسماء إذا لقيت مقاومة لإسم الماسونية في محيط ما ، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة ، من أبرزها : -منظمة الأسود ، والروتاري ، والليونز ، إلى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى كلياً مع قواعد الإسلام وتناقضه كليا٠
وقد تبين لجميع علماء الأمة الإسلامية ومفكريها وكذلك شرفاء وأحرار العالم وبصورة واضحة ترابط وقوة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية ، وبذلك استطاعت أن تسيطر على نشاطات كثير من المسؤولين في البلاد العربية وخاصة في موضوع قضية أحداث فلسطين سواء في غزة أو الداخل الفلسطيني وغيرها من الدول العربية والإسلامية والدول النامية. وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم إتجاه القضية العربية الإسلامية العظمى فلسطين ، لمصلحة اليهود والصهيونية العالمية٠
لذلك ، ولكثير من المعلومات الأخرى التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى ، وتلبيساتها الخبيثة ، وأهدافها الماكرة ، قرر المجمع الفقهي الإسلامي العالمي. اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين ، وأن من ينتسب إليها خارج عن الملة٠
وأخيرا نوضح للقارىء الكريم بأن الماسونيون أسسوا أول محفل ماسوني لهم في بريطانيا، وجعلوا شعاره “الحرية والإخاء والمساواة”، وأصدر في لندن القرار التالي الذي يبين حقيقة أغراضهم:-
1- المحافظة على اليهودية.
2- محاربة الدين الإسلامي عامة والكاثوليكية خاصة.
3- بث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب.
وبذلك يتبين لنا أن مفاهيم الحرية والإخاء والمساواة في الإسلام، تختلف اختلافاً جوهرياً عن تلك المفاهيم التي في الماسونية، ومن ثم فلا تجوز الدعوة إلى تلك المفاهيم سواء من حكام المسلمين أو من الشواذ وهم قلة من المنافقين والفجار عديمي الأخلاق والشرف والنخوة والدين٠
المراجع:- تم الإستعانة بعدة مراجع دينية وتاريخية لمجمع فتاوي هيئة علماء ومفكري المسلمين العالمية٠